طور العلماء نظام مراقبة جديد للمسابح يسمح بكشف حوادث الغرق بمجرد حدوثها ، ويعتمد النظام على احدث تكنولوجيات تحديد الاشكال و تحليل الحركات . و على الرغم من ندرة المسابح لدينا ، الا ان مسابحنا تشهد كل عام عددا من حوادث الغرق . اما بالنسبة لفرنسا و تبعا لما نشرته مجلة (العلم والحياة) الفرنسية ، فان عدد الغرقى في في المسابح البلدية الفرنسية كل عام يناهز الثمانين غريقا ، ويعاني العديد ممن يتم انقاذهم متأخرين من عواقب صحية خطيرة ، ويوجد في فرنسا 4300 مسبحا عاما .
و لا يمكن دائما القاء اللوم على المنقذين المكلفين بالمراقبة للمسابح ، اذا يصعب كشف حالات الغرق لمن يكون تحت سطح الماء عندما يكون المسبح مليئا بالسباحين وسطح الماء يعلوه الزبد الذي يعيق رؤية ما تحته ، ثم ان الانقاذ يجب ان يحصل في اسرع وقت ، وعندما يفقد الغريق الوعي لا يملك المنقذ سوى ثلاث دقائق لانقاذ حياته ، و الا فأن الغريق سيعاني من عواقب خطيرة .
كما ان الموت شبه حتمي اذا مرت عليه 5 دقائق ، بعد فقدان الوعي ، ولمساعدة منقذي المسابح في مهمتهم الصعبة ، ابتكرت المؤسسة الفرنسية بسيدون Poseidon ، نظام مراقبة محوسب ، وهو نظام ذكي يعتمد في مبدئه ، على برمجيات تحديد الاشكال وتحليل الحركات ، ويستخدم ايضا تكنولوجيات مبتكرة تجمع بين حاسة الابصار و الذكاء الاصطناعي .
توضع في هذا النظام كاميرات داخل الماء في المسبح لتراقب باستمرار كافة نواحي المسبح وترسل معطياتها و اشاراتها الى الحاسوب ، ويوضع في كل ركن من المسبح كاميرا مزدوجة بين اتجاههما زاوية 45 درجة ، وتكشف الكاميرات عن اي مسار يشتبه له ، كأن يكون الشخص بطيء الحركة ، داخل الماء او ساكنا ، ثم تتابعه لفترة 15 ثانية ، فاذا لم يظهر السابح نشاطا او تغيرا في نمط سباحته ، فأن النظام يحذر المنقذين فورا بواسطة اشارة صوتية يلتقطونها ، عبر سماعاتهم المزودة بشاشة ، ويظهر على الشاشة موضع السابح ، الذي يخشى منه انه يعاني من صعوبة او مشكلات ،
ويمثل هذا النظام ثمرة وحصيلة خمس سنوات من الابحاث التي تكلفت 20 مليون فرنك فرنسي اي ما يعادل مليونين دولار ، وشاركت في هذا الجهد او الاختراع معاهد ابحاث عديدة و قد طبق النظام بالفعل في عدة مسابح في فرنسا و بلجيكا و كندا و هو يكلف تقريبا نصف مليون فرنك فرنسي لمسبح طوله 25 مترا .