رسائل جامعية و دراسات عربية محكمة مقالات عربية من مجلات عربية و كتب و مؤتمرات دراسات اجنبية مترجمة ملخصات ، مقالات مميزة و نادرة من افضل المنشورات العربية

نصوص عربية

ترجمة دراسات اجنبية و بحوث انجليزية ورسائل اجنبية

11٬460 views

كيف نتعامل مع الطفل مشتت الانتباه

روحي عبدات

اختصاصي نفسي تربوي

 

كثيرا ما تعاني الاسرة من عدم قدرة طفلها على التركيز والانتباه في موضوع معين لفترة مقبولة ، فيتشتت تركيزة ، نتيجة وجود أبسط المثيرات من حوله .فقد يكون صوت السيارة خارج المنزل أو صوت أخيه كفيلاً بتشتت انتباهه ، فيترك دراسته ليلعب بإحدى ألعابه دون أن يبقى فترة كافية لإنهاء واجباته الدراسية ،وهو سريع الملل وينتقل من عمل إلى آخر ومن مهمة إلى أخرى .فكيف تستطيع الأسرة والمعلمون التعامل مع هذه الظاهرة ؟

 إن التنشئة الاجتماعية المتبعة في الاسرة  لها دور كبير في مساعدة الطفل على التغلب على هذة المشكلة .فالنقد المستمر للخبرات الفاشلة عند الطفل يؤدي الى عدم استمراره في أداء المهمات التي يبدأ بها ،وبالتالي عدم محاولته لإعادتها .وبناء على ذلك فإن الطفل عندما يتعرض لخبرات فشل ونقد مستمر سيحاول تجنب القلق الناتج عن النقد والفشل ،عن طريق التقليل من انتباهه والانتقال باستمرار الى الوضع التالي للوضع الحالي وقد يكون قطع المهمه .

أما إذا كان هناك تعزيز بالشكل المناسب لأنشطة الأطفال الهادفه والثناء على أي إنجاز يحققه ، خصوصا ً في المراحل العمرية المبكرة ،فسوف يعمل ذلك على تقوية السلوكيات الفعالة الهادفة وبالتالي زيادة احتمالية حدوث وتكرار هذه السلوكيات الايجابية .

كذلك فإن الاضافات الغذائية كالالوان والمواد الحافظة والنكهات تثير وتؤثر في الجهاز العصبي المركزي .كما ان الهواء الملوث والمواد المشعة بالرصاص قد تعمل على إثارة السلوك ، وبالتالي إصابة الطفل بتشتت في الانتباه لذلك يجب الحرص على ان تكون الاغذية المقدمة للطفل خالية من المواد الحافظة والنكهات والالوان ،وان لا تكون الألعاب والأشياء الخاصة بالطفل مشبعة بمواد كيميائية ضارة بالاستخدام الخاطىء، كالرصاص وغيره من مواد سامة .

إن تركيز الانتباه يمكن ان يعلم ويشجع منذ الطفولة الباكرة ، كما ان انتباه الوالدين وتشجيعهم لقدرة الطفل المتزايدة على تركيز الانتباه هو العنصر الاساسي في علاج تشتت الانتباه.

ويعتمد كثير من المهارات على القدرة على تمييز أوجه الشبه  و اوجه الاختلاف بين الاشياء و على الطفل الانتباه الى الخصائص البارزة في الاشياء حتى يستطيع التمييز اوجه الشبه والاختلاف ، لذلك لا بد من تشجيع الطفل على ذلك و توجيهه في حال عدم معرفته ، و اذا حاول الانتقال من عمل الى آخر دون اكتمال العمل الاول فيجب تجاهله و عدم تشجيعه على مثل هذا السلوك ، لكي لا تحصل عملية تعزيز للسلوك المشتت .

 

سبل العلاج :

و على الرغم من صعوبة التعامل مع هذه المشكلة الا ان هناك اشياء كثيرة يمكن للاسرة و المعلم القيام بها لمساعدة الطفل على الانتباه و تحسين تركيزه نوجزها فيما يلي :

– اذا كان يعاني الطفل في المدرسة فقط ، فلا بد من مقابلة معلمه ، فقد تكون هناك مشكلة في عملية توصيل المعلومة ، او الوسائل التعليمية التي لا تشد انتباه الطالب او الاسلوب التعليمي التدريسي .

– اذا تكررت حدوث المشكلة في نظاق الاسرة فيجب الالتفات الى الظروف الاسرية التي يعيشها الطفل ، و من بينها مدى التماسك الاسري و وجود اي مشكلات قد تؤثر في تشتته ، الامر الذي يستدعي اعطاء الطفل فرصة للتعبير عن انفعالاته و مشكلاته ، واشراكه في الانشطة الترفيهية الخارجية .

– استخدام الوسائل التوضيحية والتعليمية الشيقة والجاذبة اثناء التعليم ، والتي تحتوي على الرسوم والصور  متعددة الالوان ، اضافة الى المجسمات واشرطة الفيديو ، و الابتعاد عن التعليم التلقيني الذي قد يسبب الملل في نفس الطالب .

– مراعاة مكان جلوس الطالب بحيث يكون مكان غير واسع فيه الكثير من الصور والاشياء التي قد تشتت انتبهاه ، والنوافذ التي تجذبه للنظر منها بعيدا عن الاصوات الخارجية ، و وجود الالعاب ، مع مراعاة عدم وجود اي شيء على سطح المكتب سوى الكتاب الذي يقوم بقراءته ، مع اهمية وجود التواصل البصري قبل الحديث و الكلام معه .

– التعود على استخدام الجمل والعبارات بدلا من الاسئلة ، فالاوامر البسيطة القصيرة اسهل على الطفل في التنفيذ … فلا تقل للطفل ” الا تستطيع ان تجد كتابك ؟ ” و لكن قل ” اذهب و احضر كتابك الان و ارني اياه ” .

– اعط تعليمات ايجابية لطفلك فبدلا من ان تقول له الا يفعل الاشياء الممنوعة ، اخبره ان يفعل الاشياء المسموح بها والبديلة المرغوبة ، لان كثرة الممنوعات تثير في نفس الطفل مشاعر الضيق .

– ضع قائمة بالاعمال والواجبات التي يجب على الطفل القيام بها ، وضع علام (صح) امام كل عمل يكمله ، و دعه يلاحظ ذلك حتى يتعرف على ما قام بانجازه .

– كن صبورا مع الطفل قليل الانتباه ، فقد يكون يبذل اقصى ما في وسعه او جهده ، فكثير من الاطفال لديهم صعوبة في البدء بعمل ما او حتى الاستمرار به .

– تجاهل السلوكيات العادية الغير مرغوب فيها ، و تشجيع السلوكيات الايجابية .

– اتاحة الفرصة للطفل للراحة بين فترات المذاكرة ، و عدم اجباره على الاستمرار ما دام لا يستطيع ذلك ، والسماح له ببعض الحركة اثناء العمل .

استخدام التعزيز المادي والمعنوي بعدل نجاح يحققه الطفل  .

 

مجلة بلسم  ( ع376 – 2006 )

التصنيفات: تربية وتعليم

المواضيع المميزة

الأكثر قراءة

دراسات اجنبية في الدافعية لدى المعل

 The Relationship of Achievement Motivation with Teacher Performance in the ...

دراسات اجنبية في الاكاديميات المهن

THE EFFECT OF CAREER ACADEMIES ON HIGH SCHOOL STUDENTS اثر الاكاديميات ...

دراسات اجنبية في تدريس الكيمياء الخ

Design of a Dynamic Undergraduate Green Chemistry Course تصميم  كورس جامعي ...

دراسات في دور الجامعة في الريادة و ا

  The influence of university entrepreneurship-oriented training in the transformation of ...

دراسات اجنبية في التطرف الفكري في ا

The role of schools and education in countering violent extremism ...

روابط


Flag Counter